لضمير
الضمير
هو الحاسة التي أوجدها الله داخل الإنسان للتميز بين ما يجوز عمله وما لا
يجوز ، أو هو حس داخلي ينبه على الخير والشر ، ناهيا عن الشر ، كما يعرفه
الإنسان نفسه أو من يحيطون به ، أو المجتمع ككل .
و لا ترد كلمة " ضمير " بلفظها في العهد القديم ، ولكن يوجد نفس المفهوم
معبراً عنه " بالقلب " فنقرأ أن قلب دواد ضربه على قطعة جبة شاول " ( 1 صم
24 : 5 ) ، ولو إنه قتل نابال ورجاله ، لكان ذلك له " مصدمة ومعثرة قلب "
( 1 صم 25 : 31 ) ، كما ضرب داود قلبه بعدما عد الشعب " ( 2 صم 24 : 10 )
، ويقول ايوب : قلبي لا يعير يوما من ايامي " ( أي 27 : 6 ) .
ففي كل هذه الأقوال ، يمكن وضع كلمة " ضمير " محل كلمة " قلب " ( وهي في
العبرية " لب " – و " اللب " – في العربية – هو " العقل " ) وقد جاءت كلمة
" قلب " ( المذكورة في أي 27 : 6 ) في الترجمة السبعينية للعهد القديم ،
بنفس الكلمة اليونانية المترجمة " بالضمير " في العهد الجديد .
وترد كلمة " ضمير " في العهد الجديد ( سواء في الاصل اليوناني أو في
الترجمة العربية ) أربعا وثلاثين مرة ، منها ثلاث وعشرون مرة في رسائل
بولس الرسول ، وبخاصة في الرسيالتين الأولى والثانية إلى كنيسة في كورنثوس
، حيث ترد الكلمة اربع عشرة مرة ، كما سيتخدمعها الرسول بولس مرتين في
أحاديثه في سفر أعمال الرسل " ( 23 : 1 ، 24 : 16 ) .
ويقول الرسول بولس إن عدم خضوع للسلطان المرتب من الله يسئ إلى الضمير :
" لذلك يلزم أن يخضع له ، ليس بسبب الغضب فقط ، بل أيضا بسبب الضميير " (
رو 13 : 5 ) ، ويقول الرسول بطرس إنه يجب الخضوع " بكل هيبة للسادة ، ليس
للصالحين المترفقين فقط بل للضعفاء ايضا ، لأن هذا فضل إن كان أحد من أجل
ضمير نحو الله يجحتمل أحزانا متألما بالظلم " ( 1 بط 2 : 19 ) ، كما أن
الضمير يمكن أن يشهد للإنسان أو يشتكي عليبه ( رو 2 : 15 ، 19 : 1 ، 2 كو
5 : 11 ، أنظر أيضا يو 8 : 9 ) .
ويدل إستخدام الكلمة في الرسالة الأولى إلى كورنثوس ( 8 : 7 – 12 ، 10 :
25 – 29 ) على أن الإنسان يعرف عن طريق الضمير الصواب والخطأ ، " والضمير
الضعيف " أو " الضمير القوي " هنا يشير إلى الإنسان الضعيف أو القوي .
والضمير ليس معصوما من الخطأ ، ولا يمكن أن يكون فيصلا نهائيا ، لأنه معرض
للخطأ ، ويمكن أن ينتجس ( تي 1 : 15 ) ، ونقرا في الرسالة الأولى إلى
تينموثاوس عن إناس كذبة " موسومة ضمائرهم " ( 4 : 2 ) كما يوجد " الضمير
الشرير الذي يجب أن يتطهر منه قلب الإنسان " ( عب 10 : 22 ) ، كما يتكلم
العهد الجديد عن " الضمير الصالح " ( أع 23 : 1 ، 1 تي 1 : 5 و 19 ، عب 13
: 18 ، 1 بط 3 : 16 و 21 ) ، و" ضمير بلا عثرة " ، فيقول الرسول بولس انه
" يدرب " نفسه ليكون له " دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس " ( أع
24 : 16 ) ، و " ضمير طاهر " ( 1 تي 3 9 ، 2 تي 1 : 3 ) أي ضمير إنسان
يقيم في نعمة المسيح ويعيش كما يحق للإنجيل ، ولا يمكن أن يتطهر الضمير
بذبائح العهدل القديم ، بل يلزم أن يتطهر بدم المسيح " الذي بروح أزلي قدم
نفسه لله بلا عيب ، يطهر ضمائركم من أعمال ميته لتخدموا الله الحي " ( عب
9 : 14 ) ولكي " لا ييكون لهم أيضاً ضمير خطايا " ( عب 10 : 2 ) .