(5) خجل وقلق شديدين
أنا فتاة حاصلة على دبلوم .. وقد تم اختيارى للخدمة وبالرغم من تحضيرى الدرس ، إلا اننى عندما اقف امام الفصل لا أعرف ماذا اقول ، إذ اشعر بخجل وقلق شديدين واميل الى الانطواء والعزلة عن الناس ... فهل اواصل الخدمة ام اتوقف ؟ وإن واصلت كيف أتصرف ؟
يبدو ان ماتشعرين به من قلق وتوتر عند مواجهة الناس يرجع الى الطريقة التى نشأت عليها منذ سنوات الطفولة الأولى ، فربما لم تعتادى مواجهة الناس من خلال الزيارات والرحلات والأنشطة الإجتماعية والدينية مثلاً ... وربما تكون قلة التعامل والمواجهة مع الآخرين قد ادت بك الى التركيز على ذاتك (عالمك الخاص) ومن ثم لايفسح المجال بسهولة لدخول آخرين فى حياتك ، وربما يكون ذلك سبباً فى الميل الى الانطواء والعزلة عن الناس كما تقولين.
وبحسب فهمى لرسالتك ، أرى ان هناك حلقة مفرغة يجب ان تخرجى منها وفى هذا يكمن العلاج ... هذه الحلقة المفرغة تبدأ بالتركيز على الذات مما يؤدى بالشخص الى الأهتمام الشديد برأى الآخرين فيه عند أدائه لعمل ما ، وهذا يجعله يشعر بالتوتر والخجل فى مواقف المواجهة مع الناس (كما هو حادث معك وانت تقدمين الدرس ) وهذا بدوره يضعف القدرة على الأداء (كما حدث معك حينما نسيت ما أعددته من افكار ) الذى يؤدى بالتالى الى ضعف الثقة بالنفس وقد يحاول الفرد تعويض ضعف الثقة بنفسه بمزيد من التركيز على الذات وهكذا تستمر الحلقة المفرغة .
علينا إذن بكسر هذه الحلقة ، وهذه ليست مشكلتك وحدك فكلنا بدرجات متفاوتة نمر بمثل هذه المواقف ... ويمكن كسر هذه الحلقة من خلال الخروج عن الذات ، ومحاولة استرداد الثقة بالنفس بأسلوب إيجابى .
عليك بالخروج من العزلة ومواجهة الحياة والأشتراء فى الأنشطة الإجتماعية والكنسية ، وانتهزى فرص الرحلات والمؤتمرات والندوات والحفلات الكنسية للإندماج مع الناس تدريجياً والتعبير عن رأيك الشخصى وإبراز وجهة نظرك وملاحظاتك بل وانتقاداتك البناءة فهذا من شأنه ان يكسبك قدرة على الحوار والتفاهم مع الآخرين.
حاولى ان تكتشفى مواهبك وابداعاتك وحاولى ان تفيدى الآخرين بها .. يفيدك ايضاً ان تبدئى خدمات فيها خروج عن الذات واضح مثل خدمة الملاجئ واخوة الرب وافتقاد اطفال مدارس الاحد واكتساب خبرة فى التعامل مع اهالى الاطفال .. وقد يكون من المفيد تأجيل خدمة تقديم دروس مدارس الاحد والتركيز على افتقاد الاطفال بينما تتولى زميلة لك تقديم الدروس فى حضورك وتشاركين انت تدريجياً فى إبداء الملاحظات والتعليقات على الدرس ، او الإشتراك فى الصلاة والترانيم ، وتدريجياً يحدث الاندماج فى الخدمة بل وفى الحياة كلها .
يضاف الى كل ماسبق التعرف الشخصى بالرب يسوع الذى يحررنا من سلطان الذات ويعرفنا طريق المحبة الحقيقية ويأتى التعرف به من خلال التوبة الصادقة والصلاة ... الرب معك .