الفصل الرابع
وحدة الأقانيم مع تميز كل أقنوم
ومن جانب آخر نلاحظ أن الوحي الإلهي قد استخدم ما يدل على تميز الآب والابن كأقنومين لكن سرعان ما يستخدم ما يدل على الوحدانية من ألفاظ فمثلا :
أ - في (1تسالونيكي 11:3) يقول الرسول بولس للمؤمنين في تسالونيكي «والله نفسه أبونا وربنا يسوع المسيح» وهنا أقنوما الآب والابن, ولكنه بعد ذلك «يهدي طريقنا» ولم يقل يهديان لأنهما واحد.
ب - وفي (2تسالونيكي 16:2) يقول «وربنا يسوع المسيح والله أبونا» وهنا أيضا أقنوما الابن والآب, ولكنه بعد ذلك يقول «يعزي قلوبكم» ولم يقل يعزيان لأنهما واحد.
كما يلاحظ في الآيتين السابقتين أنه في الأولى قد م الآب «الله نفسه أبونا عن الابن ربنا يسوع المسيح» وفي الثانية قد م الابن «وربنا نفسه يسوع المسيح عن الآب والله أبونا» لأنهما واحد في المقام واللاهوت.
3 - وفي (رؤيا 15:11) يقول «صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه» وهنا أيضا أقنوما الآب والابن ولكنه بعد ذلك يقول «فسيملك إلى أبد الآبدين» ولم يقل فسيملكان لأنهما واحد.
4 - وفي (رؤيا 6:20) يقول «هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح» وهنا نجد أقنومي الآب والابن ولكنه يقول بعد ذلك «وسيملكون معه ألف سنة» ولا يقول معهما لأنهما واحد.
5 - وفي (رؤيا 22:21) عن أورشليم السماوية يقول «ولم أر فيها هيكلا لأن الرب القادر على كل شيء هو والخروف» وهنا نجد أقنومي الآب والابن ولكنه يقول بعد ذلك إنهما هيكلها «وليس هيكلاهما» لأنهما واحد.
6 - وفي (رؤيا 3:22, 4) يقول أيضا «وعرش الله والخروف يكون فيها» وهنا نجد أقنومي الآب والابن لكن عرشا واحدا وأيضا يقول بعد ذلك «وعبيده يخدمونه» ولا يقول «وعبيدهما يخدمونهما» لأنهما واحد ثم يقول أيضا «وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم» ولا يقول وهم سينظرون وجهيهما واسماهما على جباههم لأنهما واحد.
ولا يفوتنا أن نقول كوحدة الابن هذه مع الآب مع تميزه عنه, هكذا هي وحدته أيضا مع الروح القدس مع تميزه عنه. ففي (رؤيا 18:2) بعدما يقول «هذا يقوله ابن الله» يختم في عدد 29 من نفس الأصحاح بالقول:
«من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس».
وكوحدة الابن مع الروح مع تميزه عنه هكذا هي وحدة الآب مع الروح مع تميزه عنه لذلك كان الرسل في صلاتهم في (أعمال 24:4 - 27) يقولون «أيها السيد أنت هو الإله القائل بفم داود فتاك» لكن داود نفسه يقول في (2صم 2:23) «وروح الرب تكلم بي وكلمته على لساني» ومن الكلام السابق نلاحظ:
وحدة الأقانيم الآب والابن والروح القدس كالله الواحد مع تميز كل منهم لذلك نلاحظ وحدة الروح القدس مع الآب كالله الواحد في تسميته «روح أبيكم» (متى 20:10) في حين يعلن تميزه عنه كأقنوم بالقول في نفس العبارة:«هو الذي يتكلم فيكم».
وتعلن كذلك وحدته أيضا مع الابن كالله الواحد بتسميته: «روح الله» في القول «أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم» (غلاطية 6:4) في حين يعلن تميزه عنه كأقنوم بقول الرسول عنه في نفس العبارة «صارخا (هو) يا أبا الآب».
__________________