Admin Admin
عدد المساهمات : 252 تاريخ التسجيل : 06/11/2009 العمر : 38
| موضوع: العمق الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 11:54 am | |
| العمق "كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز45: 13) + النمو في الروحيات يحتاج إلى ممارسات بعمق، وليست بالكثرة، أي بالحب القلبي والعمق الروحي، فالأرض ليس لها عمق مثل التربة الخصبة، لا تصلح لنمو النبات وثباته (مت13: 5-6). + فالعمق عنصر أساسي للثبات في الحياة الروحية، ولازم أيضاً للإثمار ولذلك قال الرب يسوع للصيادين ولبطرس "إبعد إلى العمق وألقوا شباككم" (لو5: 4). وفي العمق ظهر السمك الوفير جداً. + وعندما يقول الرب لكل مؤمن: "يا إبني أعطني قلبك" (أم23: 26). فهو يقصد، أعطني أعماقك الداخلية، أعطني حبك وعاطفتك، وبذلك سوف "تلاحظ عيناك طرقي". + وبعبارة أخرى، تنفيذ الوصية بحب، وليس بالغصب- أو بالحرفية- الفريسية، او بالإسلوب العالمي. + ولذلك يقول المرنم: "من عمق قلبي طلبتك" (مز119). كما قال "ومن الأعماق صرخت إليك" (مز130: 1). أي من عمق القلب الحزين ومن عمق الإحتياج، ومن عمق الهوة التي سقطت فيها... إلخ، إنها صرخة من الأعماق تخترق السماء وتصل قدام الله، وسوف تنال رضاه لأنها من الأعماق. + والمسيحية تدعو إلى التعمق في العبادة، وفي الخدمة، وفي البحث والفحص والدرس، وليس بالسطحية والضحالة، السائدة لدى بعض المسيحين اليوم!! فأبحث (يا عزيزي/ يا عزيزتي) عن العمق في كل شيء. + ومارس ابراهيم – أبو الأباء – حياة العمق مع الله، حينما ترك أرضه وأهله وسار وراء إلهه (تك12: 1)، (عب11: . وتعمق في طاعة الله، عندما دعاه لذبح ابنه، فلم يتردد، ولم يؤجل، أو يشك، أو يتكاسل في تنفيذ هذ الأمر الصعب جداً. + ودور سمعان الخراز الفعال في معجزة جبل المقطم، مع أنه كان بلا مركز اجتماعي أو روحي رفيع، لكن استخدمه الله في المعجزة لعمق حياته وروحياته في العبادة والمحبة. + ومثله القديس أنبا رويس، الذي تعيش البطريركية المعاصرة في رحابه، مع أنه كان بلا درجة كهنوتية. + ومثل يوحنا المعمدان، الذي لم يخدم سوى عدة أشهر فقط، ولكن حياته وخدمته العميقة، جعلت السيد المسيح يشهد عنه بأنه "أعظم مواليد النساء" (مت11: 9-11). + والسيد المسيح نفسه، لم يخدم في العالم سوى ثلاث سنوات وعدة أشهر فقط، ومع ذلك يؤمن به الآن أكثر من 1500 مليون مسيحي في العالم، ويزداد عددهم باستمرار. + وفي يوم رفاع صوم الميلاد، احتفلت الكنيسة بتذكار شهادة القديس مارمينا العجايبي، الذي تعمق في البرية، وفي احتمال الألم، فنال الإكليل بحب وصبر. شفاعته تكون معنا آمين. | |
|